خطبة
سليمان بن صرد
قال
حميد بن مسلم : والله إنى لشاهد بهدا اليوم يوم واوا سليمان بن صرد[1]
وإنا يومئذ لأكثر من مائة رجلمنفرسان الشيعة ووجوههم فى دارهم, وقال: فتكلم سليمان
فشدد, وما زال يردد ذلك القول فى كل جمعة حتى حفظته, بدأ فقال:
((أثنى
على الله خيرا, واحمد الائه وبلائه واشهد ان الا اله الا الله وان محمدا رسول
الله, اما بعد: فانى والله الخائف ألا يكون أخرنا إلى هذا الدهر (الذى نكدت فيه
المعيشة, وعظمت فيه المعيشة, وعظمت الرزية, وشمل فيه الجور أولى الفضل من هذه
الشيعة) لما هوخير, إنا كنا نمد اعناقنا الى قدوم ال نبينا، ونمنيهم النصر، ونحثهم
على القدوم : فلماقديموا ونينا وعجزنا وادهنا وتربصنا وانتظرنا مايكون حتى قتل
فينا ولدينا ولد نبيناوسلالته وعصارته وبضعه[2]
من لحمه ودمه، إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف[3]
فلا يعطاء ، إنخذه الفاسقون غرضا للنبل، ودرية [4]
للرماح، حتى أقصدوه[5]
وعدوا عليه فسلبوه ، ألا انهضوا فقد سخط ربكم ، ولا ترجعوا إلى الحلائل [6]
والأبناء حتى يرضى الله ، والله ماأظنه راضيا دون أن تناجزوا من او تبيروا[7]
، الا لاتهابوا الموت ، فوالله ماهابه امرؤقط الاذل، كونوا كالأولى من بنى اسرائيل
إذ قال لهم نبيهم ((إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا
أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم)) فما فعل القوم ؟ جثوا على الركب والله ، ومدوا
الاعناق ، ورضوا بالقضاء حتى حين علموا أنه لاينجيهم من عظيم الذنب الا الصبر على
القتل، فكيف بكم لوقد دعيم الى مثل مادعى القوم إليه ؟ اشحذوا السيوف ، وركبوا
الأسنة (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل[8].
المرجع:
احمد
زكي صيوت، .....، جمهرة خطبة العرب الجزء الثانى العصرالاموى، المكتبة
العلمية : لبـنان.
[1] وقد سمي امير التوابين
[2] البضعة بالفتح وقد تكسر: القطعة
من اللحم
[3] الانصاف
[4] مسهل عن دريئة ، والدريئة :
الحلقة يتعلم الطعن والرمى
[5] اقصد لسهم: أصاب فقتل مكانه ،
[6] جمع حليلة: وهي الزوجة
[7] بار يبور بوارا. واباره اهلكه ،
اى تهلكوا انفسكم
[8] اسم للخيل الى تربط في سبيل
الله فعال بمعنى مفعول ، أو مصدر سمي به كالمرابطة ، أو جمع ربيط فعيل بمعنى مفعول
Tidak ada komentar:
Posting Komentar