التيارات الأدبية في الأدب العربي الحديث
بقلم : فطن مشهود بحري
أولا:
الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب وازدهارها :
1.
انتشار التعليم
2.
إحياء التراث العربي
3.
الاتصال بالحضارة
الغربية
لقد
ساعد انتشار التعليم وإحياء التراث العربي على التقارب الثقافي بين البلاد العربية،
كما ساعد على رقي الأدب شعره ونثره.
وتم
الاتصال بالحضارة الغربية بطرق مختلفة منها : البعوث الرحلات والهجرة، وكان من أثر
ذلك :
·
التأثر بحضارة الغرب.
·
ترجمة كثير من الكتب
التي كان لها أثر في ازدهار الفنون الأدبية الجديدة كالقصة والمسرحية.
وقد
زادت عناية الكتاب بالفكرة وجمال العرض وسلامة الأسلوب والبعد عن المقدمات
الطويلة.
وإلى
جانب العوامل الثلاثة المذكورة هناك عوامل أخرى منها :
4.
الطباعة :
عرفها
العالم العربي منذ القرن الثالث الهجري (الثامن عشر الميلادي)، ثم زاد عد المطابع
في البلاد العربية في نهاية القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)
وفي
القرن الخامس عشر الهجري (العشرين الميلادي)، انتشرت المطابع في العالم العربي كله
وأخرجت كثيرا من الكتب الأدبية.
5.
المكتبات :
ظهرت
المكتبات في العالم العربي في أواخر القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر
الميلادي)، ثم انتشرت في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي)، ومن أوائل
المكتبات في العالم العربي دار الكتب المصرية بالقاهرة، والمكتبة الظاهرية بدمشق،
ومكتبة الزيتونة، ومكتبة القرويين بالمغربـ ومكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة.
وقد
كان لهذه المكتبات أثرها في تنوير العقول والأفكار بما أتاحته فرص البحث والاطلاع.
6.
الصحافة :
عرف
الشرق العربي الصحافة مع الحملة الفرنسية على مصر سنة 1213 هـ/1798 م حيث ظهرت
الصحافة في مصر، وقد اشترك في تحريرها الكتاب والأدباء من مصر وسوريا ولبنان وبعض
البلاد العربية، ثم انتشرت في العالم العربي وتخصصت مجلات منها بالأدب العربي.
7.
هذا إلى جانب عوامل
أخرى كثيرة كالمجامع اللغوية التي انتشرت في القاهرة ودمشق وبغداد وعمان، والإذاعة
المسموعة والمرئية. وكالمسرح والمستشرقين وغير ذلك مما له تأثير قوي في نهضة الأدب
وتطوره.
ثانيا:
الشعر في العصر الحديث :
المراحل
التي مر بها :
مر
الشعر في العصر الحديث بثلاث مراحل أساسية تمثل ثلاثة تيارات أو مذاهب أدبية لا
نستطيع وضع تحديد زمني دقيق لها.
المرحلة
الأولى : مذهب المحافظين :
وهم الذين حافظوا على نظام الشعر
العربي في عصوره القوية وظهرت في شعرهم الخصائص الآتية :
·
التزام الوزن والقافية.
·
جزالة الألفاظ ورصانة
الأساليب.
·
السير على نمط القدماء
في الأغراض التي تحدثوا فيها كالمدح والرثاء والغزل والفخر وغير ذلك.
·
الانتقال في القصيدة
الواحدة من موضوع إلى موضوع.
أصحاب هذا المذهب :
محمود سامي
البارودي : (1255 - 1322 هـ = 1839 - 1904 م)
محمود
سامى (باشا) ابن حسن حسنى بن عبد الله البارودى المصرى: أول ناهض بالشعر العربي من
كبوته، في عصرنا، وأحد القادة الشجعان. جركسى الاصل، من سلالة المقام السيفى نوروز
الاتابكى (أخى برسباى). نسبته إلى (إيتاى البارود) بمصر، وكانت لاحد اجداده في عهد
الالتزام.
ومولده
ووفاته بالقاهرة. تعلم بها في المدرسة الحربية. ورحل إلى الاستانة فاتقن الفارسية
والتركية، وله فيهما قصائد. وعاد إلى مصر، فكان من قواد الحملتين المصريتين
لمساعدة تركيا: الاولى في ثورة (كريد) سنة 1868 والثانية في الحرب الروسية سنة
1877 وتقلب في المناصب انتهت به إلى رئاسة النظار. واستقال. ولما حدثت (الثورة
العرابية) كان في صفوف الثائرين.
ودخل
الانجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن، وحكم بإعدامه ثم أبدل الحكم بالنفى إلى جزيرة
(سيلان) حيث أقام سبعة عشر عاما أكثرها في (كندي) تعلم الانجليزية في خلالها،
وترجم عنها كتبا إلى العربية، وكف بصره. وعفى عنه سنة 1317 هـ (1899) فعاد إلى
مصر. أما شعره فيصح اتخاذه فاتحة للاسلوب العصرى الراقي بعد إسفاف النظم زمنا غير قصير. له
(ديوان شعر - ط) جزآن منه و (مختارات البارودى - ط) أربعة أجزاء. ولعمر الدسوقي:
(محمود سامى البارودى - ط) في حياته وشعره (1).
أحمد شوقي : (1285
- 1351 هـ = 1868 - 1932 م)
أحمد شوقي بن علي
بن أحمد شوقي: أشهر شعراء العصر الاخير. يلقب بأمير الشعراء.
مولده ووفاته
بالقاهرة. كتب عن نفسه: (سمعت أبي يرد أصلنا إلى الاكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت
المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة
الحقوق، وأرسله الخديوي توفيق سنة 1887 م إلى فرنسة، فتابع دراسة الحقوق في
مونبليه، واطلع على الأدب الفرنسي، وعاد سنة 1891 فعين رئيسا للقلم الافرنجي في
ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896 لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر
المستشرقين بجنيف.
حلمي عن (خديوية)
مصر، اوعز إلى صاحب الترجمة باختيار مقام غير مصر، فسافر إلى اسبانية سنة 1915
وعاد بعد الحرب (في أواخر سنة 1919) فجعل من أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن توفي. عالج
أكثر فنون الشعر: مديحا، وغزلا، ورثاء، ووصفا، ثم ارتفع محلقا فتناول الاحداث السياسية والاجتماعية، في
مصر والشرق والعالم الاسلامي، فجرى شعره على كل لسان. وكانت حياته كلها (للشعر)
يستوحيه من المشاهدات ومن الحوادث. اتسعت ثروته، وعاش مترفا، في نعمة واسعة، ودعة
تتخللها ليال (نواسية) وسمى منزله (كرمة ابن هاني) وبستانا له (عش البلبل) وكان
يغشى في أكثر العشيات بالقاهرة مجالس من يأنس بهم من أصدقائه، يلبث مع بعضهم ما
دامت النكتة تسود الحديث، فإذا تحولوا إلى جدل في سياسة أو نقاش في (حزبية) تسلل
من بينهم، وأم سواهم. وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي، بالعربية، وقد حاول
قبله أفراد، فبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب
نثرا مسجوعا على نمط المقامات، فلم يلق نجاحا، فعاد منصرفا إلى الشعر. من آثاره
(الشوقيات - ط) أربعة أجزاء، وهو ديوان شعره، و (دول العرب - ط) نظم، و (مصرع كليوباطرة
- ط) قصة شعرية، و (مجنون ليلى - ط)، و (قمبيز - ط) و (على بك - ط) و (علي بك
الكبير - ط) و (عذراء الهند - ط) وقصص أخرى. وللامير شكيب أرسلان في سيرته (شوقي
أو صداقة أربعين سنة - ط) وللعقاد والمازني (الديوان - ط) وفيه نقد شعره قبل
كهولته، ولأحمد عبد الوهاب أبي العز (اثنا عشر عاما في صحبة أمير الشعراء - ط)
ولانطون الجميل (شوقي - ط) ولاسعاف النشاشيي (العربية وشاعرها الاكبر - ط) مقامة،
ولادوار حنين ومحمود حامد شوكت (شوقي على المسرح - ط) و (المسرحية في شعر شوقي -
ط) ولمحمد خورشيد (أمير الشعراء شوقي بين العاطفة والتاريخ - ط) ولعمر فروخ (أحمد
شوقي أمير الشعراء في العصر الحديث - ط) ولأحمد عبيد (ذكرى الشاعرين شوقي وحافظ -
ط) ولابنه حسين شوقي ( أبي شوقي - ط) ولمحمد مندور (محاضرات عن مسرحيات شوقي،
حياته وشعره - ط) (1).
اسماعيل صبري : (1270
- 1341 هـ = 1845 - 1923 م)
إسماعيل
صبري باشا: من شعراء الطبقة الاولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه.
وهو من شيوخ الادارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق
بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للاسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية)
وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري.
يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.
وكان
كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري ! وكان بارع النكتة
سريع الخاطر. وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر
يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري !
ولما نشبت الحرب العامة الاولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه
كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) (1).
حافظ إبراهيم : (1287
- 1351 هـ = 1871 - 1932 م)
محمد
حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم: شاعر مصر القومي، ومدون
أحداثها نيفا وربع قرن. ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه
بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة، فنشأ يتيما.
ونظم الشعر في أثناء الدراسة. ولما شب أتلف شعر الحداثة جميعا. واشتغل مع بعض
المحامين في طنطا، فالقاهرة، محاميا، ولم
يكن للمحاماة يومئذ قانون يقيدها. ثم التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891 برتبة
ملازم ثان بالطوبجية. وسافر مع (حملة السودان) فأقام مدة في سواكن والخرطوم. وألف
مع بعض الضباط المصريين (جمعية) سرية وطنية، اكتشفها الانجليز فحاكموا أعضاءها
ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده، وكان يرعاه، فأعيد
إلى الخدمة في البوليس. ثم أحيل إلى المعاش، فاشتغل (محررا) في جريدة (الاهرام)
ولقب بشاعر النيل، وطار صيته واشتهر شعره ونثره. وكانت مصر تغلي وتتحفز، ومصطفى
كامل يوقد روح الثورة فيها، فضرب حافظ على وتيرته، فكان شاعر الوطنية والاجتماع
والمناسبات الخطيرة.وانقطع للنظم والتأليف زمنا. وعين رئيسا للقسم الأدبي في دار
الكتب المصرية سنة 1911 (1329 هـ فاستمر إلى قبيل وفاته. وكان قوي الحافظة راوية،
سميرا، مرحا، حاضر النكتة، جهوري الصوت، بديع الالقاء، كريم اليد في حالي بؤسه
ورخائه، مهذب النفس.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أكثر أقرانه. توفي
بالقاهرة.له (ديوان حافظ - ط) مجلدان، و (البؤساء - ط) ترجم به جزءين من ال Miserables لفيكتور هيجو، بتصرف، و (ليالي سطيح-
ط) و (كتيب في الاقتصاد - ط) و (التربية الاولية - ط) مدرسي، مترجم.وشارك في ترجمة
(الموجز في علم الاقتصاد - ط) عن الفرنسية. ولإبراهيم عبد القادر المازني (شعر
حافظ - ط) رسالة في نقده، ولأحمد عبيد، كتاب (ذكرى الشاعرين، حافظ وشوقي - ط) في
سيرتهما والمختار من شعرهما وما قيل فيهما، ولروفائيل مسيحة (حافظ إبراهيم الشاعر
السياسي - ط) ولحسين المهدي الغنام (حافظ إبراهيم: دراسة وتحليل ونقد - ط) ولأحمد
الطاهر (محاضرات عن حافظ إبراهيم - ط) (1).
جميل صدقي الزهاوي
: (1279 - 1354 هـ = 1863 - 1936 م)
جميل
صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي: شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من
طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها.
وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الاصل، أجداده البابان أمراء السليمانية
(شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال
إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم
الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس
المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الاسلامية في
(المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا
للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا
عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم
نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان
العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير
المألوفة، وفي شب أبي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولتي (الجرئ) لمقاومتي
الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية. له مقالات في كبريات
المجلات العربية.
ومن
كتبه (الكائنات - ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليلها - ط) و (المجمل مما أرى -
ط) و (أشراك الداما - خ) و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية - ط) صغير،
نشر تباعا في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام - ط) ترجمها شعرا ونثرا عن
الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي - ط) و (الكلم
المنظوم - ط) و (الشذرات - ط) و (نزغات الشيطان - ط) في كتاب (الزهاوي وديوانه
المفقود) لهلال ناجي، وفيه شطحاته الشعرية، و (رباعيات الزهاوي - خ) و (اللباب -
ط) و (الاوشال - ط) ولرفائيل بطي (كتاب) في حياة الزهاوي، سماه (فيلسوف بغداد في
القرن العشرين - ط) ولناصر الحاني (محاضرات عن جميل الزهاوي، حياته وشعره - ط)
(1).
معروف الرصافي : (1294
- 1364 م = 1877 - 1945 م)
معروف
بن عبد الغنى البغدادي الرصافي: شاعر العراق في عصره. من أعضاء المجمع العلمي
العربي (بدمشق) أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد
ببغداد، ونشأ بها في (الرصافة) وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية
العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكرى الآلوسي في علوم العربية وغيرها،
زهاء عشر سنوات. واشتغل بالتعليم. ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على
الظلم، قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الآستانة، فعين معلما للعربية في المدرسة الملكية. وانتخب نائبا
عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وهجا دعاة (الاصلاح) و (اللامركزية)
من العرب. وانتقل بعد الحرب العامة الاولى (سنة 1918) إلى دمشق. ثم عين أستاذا
للادب العربي في دار المعلمين بالقدس، فأقام مدة. وعاد إلى بغداد فعين نائبا لرئيس
لجنة (الترجمة والتعريب) ثم أصدر جريدة (الامل) يومية (سنة 1923) فعاشت أقل من
ثلاثة أشهر.
وعين
مفتشا في المعارف، فمدرسا للعربية وآدابها في دار المعلمين، فرئيسا للجنة
الاصطلاحات العلمية. واستقال من الاعمال الحكومية سنة 1928 فانتخب (عضوا) في مجلس
النواب، خمس مرات، مدة ثمانية أعوام. وزار مصر سنة 1936 وقامت ثورة رشيد عالى الكيلاني
ببغداد، في أوائل الحرب العامة الثانية، فنظم (أناشيدها) وكان من خطبائها. وفشلت،
فعاش بعدها في شبه انزواء عن الناس إلى أن توفى ببيته، في الاعظمية، ببغداد. وكان
جزل الالفاظ في أكثر شعره، عالى الاسلوب، حتى في مجونه، هجاء مرا، وصافا مجيدا،
ملا الاسماع دويا في بدء شهرته. وتبارى والزهاوى زمنا، وتهاجيا، ثم كان لكل منهما
ميدانه: الرصافي بوصفه، والزهاوى بفلسفته. نشأ وعاش ومات فقيرا. له كتب، منها
(ديوان الرصافي - ط) جزآن اشتملت الطبعة الثانية منه على أكثر شعره، إلا أهاجي
ومجونيات ما زالت مخطوطة متفرقة فيما أحسب، و (دفع الهجنة - ط) رسالة في الالفاظ
العربية المستعملة في اللغة التركية وبالعكس، و (دفع المراق في لغة العامة من أهل
العراق) نشر متسلسلا في مجلة لغة العرب، و (رسائل التعليقات - ط) في نقد كتاب
النثر الفنى وكتاب التصوف الاسلامي، كلاهما للدكتور زكي مبارك، و (نفح الطيب في
الخطابة والخطيب - ط) و (محاضرات الأدب العربي - ط) جزآن، و (ديوان الاناشيد
المدرسية - ط) و (تمائم التربية والتعليم - ط) شعر، و (آراء أبى العلاء - خ) و
(على باب سجن أبى العلاء - ط) نشر بعد وفاته، و (الآلة والاداة - خ) في أسماء
الادوات والآلات التى يحتاج إلى استعمالها. ومما كتب عنه: (الرصافي في أعوامه
الاخيرة - ط) لنعمان ماهر الكنعاني وسعيد البدرى، و (ذكرى الرصافي - ط) لعبد
الحميد الرشودى، و (أدب الرصافي - ط) لمصطفى علي، و (محاضرات عن معروف الرصافي -
ط) ألقاها مصطفى علي في معهد الدراسات العربية بالقاهرة، و (الرصافي - ط) الجزء
الاول منه، لمصطفى علي أيضا.
ويمكنك
أن تطلع على شعر هؤلاء الشعراء في دواوينهم وهي مطبوعة.
المرحلة
الثانية : مذهب المجددين
وقد أدى إلى ظهور هذا المذهب عوامل
منها :
·
تغير الظروف السياسية
والاجتماعية والفكرية، والاستجابة لدعوات التحرر من التقييد، وتحرير الوجدان
الفردي والجماعي من القيود ما في هذه الدعوات من خير أو شر.
·
تأثر الشعراء العرب
بشعراء الغرب الذين يكثرون من الشعر العاطفي (الرومانسي).
·
تأثرهم بالدراسات
النفسية الحديثة؛ لذلك أصبح الشعر متصلا بالإحساس النفسي لدى الشاعر ومعبرا عن
الواقع الاجتماعي.
ومن شعراء هذا المذهب : خليل مطران،
وعباس العقاد، وعبد الرحمن شكري، والمازني، والتيجاني يوسف بشير، وأبو القاسم
الشابي، وطاهر زمخشري وغيرهم.
خليل
مطران : (1288 - 1368 هـ = 1871 - 1949 م)
خليل
بن عبده بن يوسف مطران: شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال
بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت. وسكن
مصر، فتولى تحرير جريدة (الاهرام) بضع سنين، ثم أنشأ (المجلة المصرية) وبعدها
جريدة (الجوائب المصرية) يومية، ناصر بها مصطفى كامل (باشا) في حركته الوطنية،
واستمرت أربع سنوات.
وصنف
(مرآة الايام في ملخص التاريخ العام - ط) واشترك مع الشاعر حافظ إبراهيم في ترجمة
(الموجز في علم الاقتصاد - ط) خمسة أجزاء، عن الفرنسية، وترجم عدة (روايات) من
تأليف شكسبير وكورناي وراسين وهيجو وبول بورجيه. وعلت شهرته، ولقب بشاعر القطرين،
وكان يشبه بالاخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه
المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العناية بالمعاني على العناية بالالفاظ. وكان
غزير العلم بالادبين العربي والفرنسي، رقيق الطبع، ودودا، مسالما، قل أن ذكر أحدا
بغير الخير، و (ديوان شعره - ط) في أربعة أجزاء. توفي بالقاهرة (1).
عباس
العقاد : (1306 - 1383 هـ = 1889 - 1964 م)
عباس
بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الادب، مصري، من المكثرين كتابة
وتصنيفا مع الابداع. أصله من دمياط، انتقل
أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في (عقادة) الحرير. فعرف بالعقاد.
وأقام أبوه (صرافا) في اسنا فتزوج بكردية من أسوان.
وولد
عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان
موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الاوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الاهلية.
وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الانكليزية
في صباه وأجادها ثم ألم بالالمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في
خلالها من تصنيفه 83 كتابا، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله)
و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق)
و (رجعة أبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب)
و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و
(هتلر) و (إبليس) و (مجمع الاحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و
(ما يقال عن الاسلام) و (التفكير فريضة إسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و
(الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه
ناشره (أنا. بقلم عباس محمود). وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق
والقاهرة وبغداد) شعره جيد.ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى
عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من إجله بالعملاق.
عبد
الرحمن شكري : (1304 - 1378 هـ =
1886 - 1958 م)
عبد
الرحمن بن محمد شكري عياد: شاعر مصري، من أدباء الكتاب، مغربي الاصل. ولد في (بور
سعيد) وتعلم بها وبالاسكندرية، وبمدرسية المعلمين العالية في القاهرة، وفي جامعة
(شفيلد) بانجلترة. وزاول التدريس في الاسكندرية (سنة 1912) ثم عين مفتشا في التعليم
(1935 - 1938) ورأى أنه لم يعط حقه فيما كان يطمع إليه، وتقدمه غيره، فقلل من
مخالطة الناس (1939) واحيل إلى المعاش (1944) وأصيب بشلل في جانبه الايمن، في
أيامه الاخيرة فتوفي بداره في الاسكندرية. كان من دعاة التجديد في الادب، مع
المحافظة على صحة الاسلوب وقوة التعبير.
ونشر
سبع (دواوين) من نظمه في رسائل صغيرة، ثم جمع ما تفرق من شعره في (ديوان - ط) 700
صفحة كبيرة. وله كتب نثرية، منها (الاعترافات - ط) و(الثمرات - ط)و(الصحائف - ط)
وقصة (الحلاق المجنون - ط) و (نظرات في النفس والحياة) نشرت فصوله في مجلة المقتطف
(1947 و 1951) وللدكتور أنس داود، كتاب (عبد الرحمن شكري - ط) (1).
المازني
: (1308 - 1368 هـ = 1890 - 1949 م)
إبراهيم
بن محمد بن عبد القادر المازني: أديب مجدد، من كبار الكتاب. امتاز بأسلوب حلو
الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته
إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين،
وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الانكليزية. ونظم
الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود
الاوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيرا من أدب العربية والانكليزية وكان
جلدا على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيبا، وكان لك سر
الغنى في لغته. ورأى الكتاب يتخيرون
لتعابيرهم ما يسمونه (أشرف الالفاظ)، فيسمون به عن مستوى فهم الاكثرين، فخالفهم
إلى تخير الفصيح مما لاكته ألسنة العامة، فأتى بالبين المشرق من السهل الممتنع.
وعمل في جريدة (الاخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في
صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الاسبوع) مدة قصيرة، وملا المجلات الشهرية والاسبوعية
المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وعاش عيشة (الفيلسوف) مرحا، زاهدا بالمظاهر.
وكان من أرق الناس عشرة ومن أسلسهم في صداقته قيادا، يبدو متواضعا متضائلا - وفي
جسمه شئ من هذا - وفي قرارة نفسه أشد الاعتزاز بها والعرفان لقدرها. يمزح ولا يمس
كرامة جليسه، مخافة أن تمس كرامته.
ويتناول نقائص
المجتمع بالنقد، فإذا أورد مثلا جعل نفسه ذلك المثل، فاستسيغ منه ما يستنكر من
غيره. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. وله
كتب، منها (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض
الريح - ط) و (صندوق الدنيا - ط) و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز -
ط) و (بشار بن برد - ط) و (ميدو وشركاه - ط) قصة، و (ثلاثة رجال وامرأة - ط) و
(غريزة المرأة - ط) و (ع الماشي - ط) و (شعر حافظ - ط) في نقده، و (الشعر، غاياته
ووسائطه - ط) رسالة، وترجم عن الانكليزية (مختارات من القصص الانجليزي - ط) و
(الكتاب الابيض الانجليزي - ط) وللدكتورة نعمات أحمد فؤاد - كتاب (أدب المازني -
ط) (1).
التيجاني
يوسف بشير : (1330 - 1356 هـ = 1912 - 1937 م)
تيجاني
بن يوسف بشير: شاعر سوداني، من الكتاب المترسلين. من أهل (أم درمان) تعلم في
معهدها، وساهم في تحرير جريدة (ملتقى النهرين) فمجلة (أم درمان) ومجلة (الفجر)
وتوفي ودفن بالخرطوم. له (اشراقة - ط) مجموعة من شعره (1).
أبو
القاسم الشابي : (1324 - 1353 هـ =
1906 - 1934 م)
أبو
القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي: شاعر تونسي. في شعره نفحات أندلسية. ولد في
قرية " الشابية " من ضواحي توزر (عاصمة الواحات التونسية في الجنوب)
وقرأ العربية بالمعهد الزيتوني (بتو نس) وتخرج بمدرسة الحقوق التونسية، وعلت شهرته.
ومات شابا، بمرض الصدر، ودفن في " روضة الشابي " بقريته. له "
ديوان شعر - ط " وكتاب " الخيال الشعري عند العرب - ط " و "
آثار الشابي - ط " و " مذكرات - ط ". ول أبي القاسم كرو كتاب
" الشابي، حياته وشعره - ط " قال أحد الكاتبين ن صاحب الترجمة: إن أباه
كان شاعراً أيضا، من القضاة، توفي سنة 1929 م (2).
وقد
ظهرت في شعرهن الخصائص الآتية :
·
التجديد في الموضوعات
وبخاصة تلك التي تتصل بالمجتمع والحياة وقضايا الأمم والشعوب.
·
التجديد في الصور
والاستعارات.
·
التأثر بالشعر الرمزي
الذي يتخذ فيها الشاعر رمزا من الطبيعة كالبحر أو السماء فيتحدث عنه ويناجيه ويصب
فيه عواطفه وأفكاره.
·
الميل إلى استخدام نظام
المقاطع بحيث يصور كل مقطع جانبا من الفكرة التي يعالجها النص.
المرحلة
الثالثة : مذهب المغالين في التجديد
وقد عرف هذا المذهب في محاكاة
الاتجاهات الأدبية التي شاعت في أوربا بعد الحرب العالمية الأولى، وزاد ارتباطه
بالظروف السياسية، وبالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية التي تعيش في ظلها
المجتمعات الغربية، ولم يظهر أثرها في العالم العربي في وقت واحد، بل ظهر في أوقات
متلاحقة، ومن خصائص هذا الاتجاه :
·
البعد عن الروح
الخطابية واستخدام الأسلوب المهموس.
·
نظم الشعر على النمط
التفعيلي.
·
الإغراق في الصورة
أحيانا.
·
غموض الأفكار والصور
أحيانا.
ويمثل
هذا الاتجاه هؤلاء الأدباء مما يلي :
إبراهيم
ناجي : (1316 - 1372 هـ =
1898 - 1953 م)
إبراهيم ناجي بن
أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي: طبيب مصري شاعر، من أهل القاهرة، مولده ووفاته بها.
تخرج بمدرسة الطب (1923) واشتغل بالطب والأدب وكانت فيه نزعة روحية ] [ (صوفية)
وأصدر مجلة (حكيم البيت) شهرية (1934) ونشأ في نعمة زالت في أعوامه الاخيرة.
وعالج النظم زمنا،
حتى جاء به شعرا، وهو القائل من أبيات: (فيم انتقامك من قلب عصفت به، لم يبق من
موضع فيه لمنتقم) وفي ديوانية (ليالي القاهرة - ط) و (وراء الغمام - ط) طائفة حسنة
من شعره. وله (رسالة الحياة - ط) و (عالم الاسرة - ط) و (مدينة الاحلام - ط) قصص
ومحاضرات، و (كيف تفهم الناس - ط) دراسات نفسية، و (ديوان الطائر الجريح - ط) من
شعره، نشر بعد وفاته. وعانى مرض ذات الرئة. قال صالح جودت: (وبينما هو يدني أذنه
من قلب مريض في عيادته يتسمع دقاته، إذا به يهوي) وبهذا انتهت حياته. وبعد انقضاء
أربعة عشر عاماعلى وفاته ألفت الحكومة لجنة لجمع دواوينه وماتفرق من نظمه،في(ديوان
ناجي - ط) ووقع في هذا الديوان أن حشرت فيه اثنتا عشرة قصيدة ليست من نظمه وصودر
الكتاب.
ومما كتب عنه (ناجي الشاعر - ط) لنعمات أحمد فؤاد (1).
بدر شاكر السياب : (1344 - 1384 هـ = 1926 - 1964 م)
بدر بن شاكر
السياب: أديب عراقي، كثير النظم. مولده في قرية (جيكور) من لواء البصرة.
نشر مجموعات من
نظمه، منها (أزهار ذابلة) و (أزهار وأساطير) و (أساطير) و (انش ودة المطر) و (المعبد
الغريق) و (المومس العمياء) ونشر من كتبه (قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث)
و (مختارات من الأدب الحديث) وله ديوان سماه
(أعاصير - خ) بدأت وزارة المعارف العراقية بطبعه. مرض بالسل
وتوفي في مستشفى بالكويت ودفن في الزبير. وأقيم له (تمثال) في احدى ساحات البصرة
سنة 1971 ولعبد الجبار عباس، كتاب (السياب - ط) ومثله للدكتور احسان عباس (1).
محمد
الفيتوري :
محمد
الفيتوري
(14 أفريل 1925 - 10 أفريل 2006) محامي وسياسي ودبلوماسي تونسي تولى مسؤوليات وزارية في
حكومة الهادي
نويرة في عهد الرئيس الحبيب
بورقيبة. درس الفيتوري الحقوق وإمتهن المحاماة منذ بداية الستينات. أنتخب في سبتمبر 1969 نائبا في مجلس
الأمة عن دائرة القيروان الثانية وأعيد انتخابه
عامي 1974
و1979. دخل الحكومة لأول مرة في 6 نوفمبر 1970 كوزير للعدل وبقي في المنصب إلى 29 أكتوبر 1971 تاريخ تعيينه وزيرا للمالية خلفا لعبد الرزاق الرصاع. كلف في 26 ديسمبر 1977 بحقيبة وزارة
الخارجية مكان الحبيب
الشطي المستقيل وبقي في المنصب إلى 15 أفريل 1980 تاريخ انسحاب الهادي
نويرة من الوزارة
الأولى. شهدت فترة توليه المنصب انتقال مقر جامعة
الدول العربية إلى تونس وانتخاب الشاذلي
القليبي أمينا عاما.
محمود
درويش :
هو محمود سليم حسين درويش شاعر فلسطيني وعضو المجلس الوطني التابع لمنظمة
التحرير الفلسطينية، يسمونه شاعر فلسطين وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين
الحداثية. ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل [2] قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في
العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات الهدنة،[3] لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية
زراعية إسرائيلية)"أحيهود".[4][5] وكيبوتس يسعور [6] فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في
مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب [7] مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد
مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى
سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيساً لتحرير مجلة "شؤون فلسطينية"، وأصبح
مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة "الكرمل"
سنة 1981. بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة لكن الحرب
الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد
أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين
وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها. أصبح درويش "منفيا تائها"، منتقلا
من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".
ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر
والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على
صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها (يرجى مراجعة الصفحة
الثقافية لجريدة الأنوار عدد 13/ 10 / 2008 والتي فيها كافة التفاصيل عن طريقة
اكتشاف محمود درويش) ومحمود درويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديدمن الشعراء منهم
محمد الفيتوري من السودان ونزار قباني من سوريا وفالح الحجية من العراق ورعد بندر من العراق وغيرهم من أفذاذ
الادب في الشرق الأوسط
وكان له نشاط ادبي ملموس على
الساحه الاردنيه فقد كان من اعضاء الشرف لنادي اسره القلم الثقافي مع عدد من
المثقفين امثال مقبل مومني وسميح الشريف....
وغيرهم.
ونستطيع
أن تطلع على نماذج من شعرهم في دواوينهم المطبوعة.
ثالثا
: النثر في العصر الحديث :
المراحل
التي مر بها :
أ-
بداية التجديد :
في بداية العصر الحديث سار الكتاب على
طريقة الكتاب الذين سبقوهم في العصر التركي فقلدوهم في الأسلوب وفي المضمون،
فاهتموا بالسجع، والجناس، والطباق، وغلبت عنايتهم باللفظ على عنايتهم بالمعنى
والفكرة.
وكان هذا شأن النثر الأدبي في مختلف
الأقطار العربية، وإن طرا عليه شيء من التجديد على يد بعض الكتاب المشهورين من
أمثال : عبد الرحمن الجبرتي، وإسماعيل الخشاب، وعبد الله فكري. ثم ظهرت في المجتمع
العربي عوامل أدت إلى تطور النثر (وقد أشرنا إلى بعضها حين تحدثنا عن الأسباب التي
أدت إلى نهضة الأدب وازدهاره بصفة عامة).
وهذه العوامل أدت إلى تطور تدريجي في
النثر فظهرت فيه في أول الأمر الخصائص الآتية :
·
اهتمام الكتاب بالأفكار
والمعاني.
·
اتساع الكتابة : فأخذت
ترتبط بأحوال المجتمع ومشكلاته شيئا فشيئا.
·
استخدام الكلمات
الفصيحة القوية التي كان يستعملها الأدباء في عصور القوة والازدهار.
ومن
الكتاب الذين اشتهروا في هذه الفترة :
رفاعة الطهطاوي : (1216
- 1290 هـ = 1801 - 1873 م)
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي، يتصل نسبه بالحسين
السبط: عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث. ولد في طهطا، وقصد
القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر. وأرسلته الحكومة المصرية إماما للصلاة
والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية
وثقف الجغرافية والتاريخ. ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية،
وأنشأ جريدة (الوقائع المصرية) وألف وترجم عن الفرنسية كتبا كثيرة، منها (قلائد
المفاخر في غرائب عادات الاوائل والاواخر - ط) مترجم، وأصله لدبنج Depping، و (المعادن النافعة - ط) لفيرارد Ferard، و (مبادئ الهندسة
- ط) و (المرشد الامين في تربية البنات والبنين - ط) و
(نهاية الايجاز - ط) في السيرة النبوية، و (أنوار توفيق الجليل - ط) في تاريخ مصر،
و (تعريب القانون المدني الفرنساوي - ط) و (تاريخ قدماء المصريين - ط) و (بداية
القدماء - ط) و (جغرافية ملطبرون - ط) Malte - Brun و (جغرافية بلاد الشام - خ) رسالة في 53 ورقة، و (التعريفات
الشافية لمريد الجغرافية - ط) و (تخليص الابريز - ط) رحلته إلى فرنسة. قال عمر
طوسون: وهو مؤسس مدرسة الالسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل
إمامها في مصر. توفي بالقاهرة. ولأحمد أحمد بدوي كتاب (رفاعة طهطاوي بك - ط) (1).
المويلجي :
(1262 - 1323 هـ = 1846 - 1906 م)
إبراهيم بن عبد
الخالق بن إبراهيم بن أحمد المويلحي: كاتب مصري، رشيق الاسلوب، قويه، نقاد. أصله
من (مويلح الحجاز) وأول من انتقل إلى مصر من أسلافه جده أحمد. ولد إبراهيم وتوفي
في القاهرة. اشتغل في التجارة ثم كان عضوا في مجلس الاستئناف، واستقال فأنشأ
مطبعة، وعمل في الصحافة ودعاه الخديوي إسماعيل إلى إيطاليا فأقام معه بضع سنوات.
وأصدر في أوروب ا جريدة (الاتحاد) وجريدة (الانباء) وسافر إلى
الآستانة سنة 1303هـ فجعل عضوا في مجلس المعارف وأقام نحو عشر سنوات، وعاد إلى مصر
فكتب كتابه (ما هنالك - ط) يصف به ما رآه في عاصمة العثمانيين، ونشره غفلا من
اسمه، وأنشأ جريدة (مصباح الشرق) أسبوعية. وكان كثير التقلب في الاعمال يصدر
الجريدة
ويغلقها، ويبدأ
بالعمل ولا يلبث أن يتحول إلى سواه (1).
ناصيف اليازجي : (1214
- 1287 هـ = 1800 - 1871 م)
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير
باليازجى: شاعر من كبار الأدباء في عصره.
أصله من حمص
(بسورية) ومولده في (كفرشيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشه
أبي في أعماله الكتابية نحو 12 سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس
بيروت، وتوفى بها. له كتب، منها (مجمع البحرين - ط) مقامات و (فصل الخطاب - ط) في
قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد - ط) في فن الصرف، و
(نار القرى في شرح
جوف الفرا - ط) في النحو، و (مختارات اللغة - خ) بخطه، و (العرف الطيب في
شرح ديوان أبى
الطيب - ط) هذبه وأكمله إبراهيم، و (ثلاثة دواوين شعرية) سماها: (النبذة الاولى -
ط) و (نفحة الريحان - ط) و (ثالث القمرين - ط) ولعيسى ميخائيل سابا كتاب (الشيخ
ناصيف اليازجي - ط) في أدبه وسيرته (1).
غير
أن أسلوب الكتابة في هذه الفترة لم يسلم من القيود والصنعة.
ب-
مرحلة التجديد :
أسبابها :
ظهور بعض المصلحين والمفكرين الذين دعوا
إلى إصلاح المجتمعات العربية والإسلامية وتطهيرها من الفساد والضعف، من أمثال
الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المملكة العربية السعودية، وجمال الدين الأفغاني
ومحمد عبده في مصر، وعبد الرحمن الكواكبي في الشام.
ظهور
وسائل الثقافة ولا سيما الطباعة والصحافة.
إذ
إن للصحافة فصلا كبيرا في تحديد النثر في الجزيرة العربية.
بروز
الوعي السياسي والاجتماعي في البلدان العربية.
وقد أدت هذه العوامل إلى ظهور الخصائص
التالية في النثر :
·
الاهتمام بالفكرة
والعناية بها أكثر من الأسلوب.
·
التخفف من المحسنات
اللفظية كالسجع والطباق، والإكثار من الأسلوب المرسل.
·
ترتيب الأفكار
وتنظيمها، فلا يخرج الكاتب من فكرة إلى فكرة ثانية إلا بعد أن ينتهي من الأولى،
وهكذا.
·
التخلص من المقدمات
الطويلة.
·
الاتجاه بالكتابة نحو
الموضوعات التي تهم الناس وتشغل بالهم من أمور اجتماعية أو سياسية أو دينية.
غير
أن هذه المرحلة لم تسر في خط واحد، ولكنها اتجهت اتجاهين :
الاتجاه
الأول : يدعو التمسك بالثقافة الإسلامية العربية الأصيلة مع الاستفادة من الحضارة
الغربية، وممن يمثل هذا الاتجاه :
المنفلوطي (1289 - 1343 هـ = 1872 - 1924 م)
مصطفى لطفي بن محمد
لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطى: نابغة في الانشاء والادب، انفرد بأسلوب نقي في
مقالاته وكتبه. له شعر جيد فيه رقة وعذوبة. ولد في منفلوط (من مدن الوجه القبلى
بمصر) من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم، نبغ فيها، من نحو مئتى سنة،
قضاة شرعيون ونقباء أشراف. وتعلم في الأزهر، واتصل بالشيخ (محمد عبده) اتصالا
وثيقا.وسجن بسببه
ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضا بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف
مع محمد عبده، مطلعها:
(قدوم ولكن لا أقول
سعيد ... وعود ولكن لا أقول حميد)
وابتدأت شهرته تعلو
منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة (المؤيد) من المقالات الاسبوعية تحت عنوان
(النظرات) وولي أعمالا كتابية في وزارة المعارف (سنة 1909) ووزارة الحقانية (1910)
وسكرتارية الجمعية التشريعية (1913) وأخيرا في سكرتارية مجلس النواب، واستمر إلى
أن توفي. له من الكتب (النظرات - ط) و (في سبيل التاج - ط) و (العبرات - ط) و
(الشاعر أو سيرانو دي برجراك - ط) و (مجدولين - ط) و (مختارات المنفلوطي - ط)
الجزء الاول. وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها، وإنما كان بعض
العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الانشائى،
وينشرها باسمه. ولمحمد زكى الدين: (المنفلوطى، حياته وأقوال الكتاب والشعراء فيه،
والمختار من نثره وشعره - ط) ولأحمد عبيد (كلمات المنفلوطى - ط) مذيل بخلاصة ما
قيل في وصفه وتأبينه (1).
مصطفى صادق الرافعي (1298
- 1356 هـ = 1881 - 1937 م)
مصط فى صادق بن عبد الرزاق بن
سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعى:
عالم بالادب، شاعر،
من كبار الكتاب. أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم (بمنزل والد أمه) ووفاته
في طنطا (بمصر) أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة،
على جفاف في أكثره. ونثره من الطراز الاول. له (ديوان شعر - ط) ثلاثة أجزاء، و
(تاريخ آداب العرب - ط) جزآن، ثالثهما (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية - ط) و (تحت
راية القرآن - ط) و (رسائل الاحزان - ط) و (على السفود - ط) رد على العقاد، و (وحي
القلم - ط) ثلاثة أجزاء، و (ديوان النظرات - ط) و (السحاب الاحمر في فلسفة الحب
والجمال - ط) و (حديث القمر - ط) و (المعركة - ط) في الرد على كتاب الدكتور طه
حسين في الشعر الجاهلي، و (المساكين - ط) و (أوراق الورد - ط). ولمحمد سعيد
العريان، كتاب (حياة الرافعي - ط) ولمحمود أبي رية: (رسائل الرافعي - ط) وهى رسائل
خاصة، مما كان يبعث به إليه، اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما
(1).
عبد
العزيز البشري (1303 - 1362 هـ =
1886 - 1943 م)
عبد العزيز بن سليم البشري: أديب مصري، من
الكتاب المترسلين. مولده ووفاته بالقاهرة.
تعلم بالأزهر، وولي
القضاء الشرعي في بعض الاقاليم المصرية، ثم عين مراقبا إداريا للمجمع اللغوي إلى
أن توفي. كان مرحا طروبا، حلو العشرة،
[[عبد العزيز
البشري]]
شريف النفس. نظم
الشعر في شبابه، ثم عدل عنه إلى النثر. قال عالم بالأدب في جريدة البلاغ "
استحدث البشري في أساليب العربية أسلوبا فذا أضفى عليه من روحه المرحة وعلمه
الواسع وذوقه السليم ما تفرد به بين الكتاب ". له كتاب سماه " في المرآة
- ط " جمع فيه مقالات كان ينشرها تحت هذا العنوان، و " المختار - ط
" في الادب، جزآن، و " قطوف - ط " جزآن، و " التربية الوطنية
- ط " ولجمال الدين الرمادي
شكيب أرسلان (1286
- 1366 هـ = 1869 - 1946 م)
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان، من سلالة
التنوخيين ملوك الحيرة: عالم بالادب، والسياسة، مؤرخ، من أكابر الكتاب، ينعت بأمير
البيان. من أعضاء المجمع العلمي العربي.
ولد في الشويفات
(بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرا للشويفات، سنتين، فقائم
مقام في (الشوف) ثلاث سنوات. وأقام مدة بمصر. وانتخب نائبا عن حوران في مجلس
(المبعوثان) العثماني. وسكن دمشق في خلال الحرب العامة الاولى، ثم (برلين) بعدها.
وانتقل إلى جنيف
(بسويسرة) فأقام فيها نحو 25 عاما. وعاد إلى بيروت، فتوفي فيها، ودفن
بالشويفات. عالج
السياسة الاسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية، وكان من أشد المتحمسين من
أنصارها. واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية، فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلا
وإجمالا.
وأصدر مجلة باللغة
الفرنسية (La Nation Arabe)في جنيف، للغرض نفسه.
وقام بسياحات كثيرة
في أوربة وبلاد العرب. وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله
وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا. جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه
السيد هاشم الا تاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام، فكان 1781 رسالة
خاصة،
و 176 مقالة في
الجرائد، و 1100 صفحة كتب طبعت. ثم قال: وهذا (محصول قلمي في كل سنة). وعرفه (خليل
مطران) بإمام المترسلين، وقال: (حضري المعنى، بدوي اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل
الوعورة، فإذا عرضت له رقة، وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا
ساطعة البهاء كزهرات الجبل) قلت: كان ذلك قبل الاعوام الاخيرة من حياته، ثم انطلق
فتحول إلى الاسلوب الحضري في لفظه ومعناه. من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة
الأندلسية - ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و (غزوات العرب في
فرنسة وشمالي
إيطالية وفي سويسرة - ط) و (لماذا تأخر المسلمون - ط) و (الارتسامات اللطاف - ط)
رحلة إلى الحجاز سنة 1354 هـ 1935 م، و(شوقي، أو صداقة أربعين سنة - ط) و (السيد
رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة - ط) و (أنا طول فرانس في مباذله - ط) و (حاضر
العالم الاسلامي - ط) جزآن، أصله كتاب من تأليف لوثروب ستودارد Lothrop
Stoddard
الاميركي، نقله إلى العربية عجاج نويهض، وعلق عليه الأمير شكيب هوامش وفصولا،
جعلته أضعاف ما كان عليه، و (تاريخ لبنان - خ) و (رحلة إلى ألمانية - خ) و
(مذكراته - خ) و (ملحق للجزء الاول من تاريخ ابن خلدون - ط) تعليقات له، في
الاجتماع وأنساب العرب وتاريخهم والخلافة ثم تاريخ الترك والدولة العثمانية بإسهاب
إلى سنة 1914 م، و (الشعر الجاهلي أمنحول أم صحيح النسبة - ط) رسالة صدر بها كتاب
النقد التحليلي لمحمد أحمد الغمراوي، و (رواية آخر بني سراج - ط) لشاتوبريان) Francois - Rene
de (1848 - 1768 Chateaubriand ترجمها عن الفرنسية، وأضاف إليها خلاصة تاريخ الأندلس إلى ذهاب
غرناطة ورسالتين
ديمتين في الموضوع.
وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة - ط) مما نظمه في صباه، و (ديوان الأمير شكيب
- ط) مما نظمه بعد الاول. وكان يجيد الفرنسية والتركية، وله إلمام بالانكليزية
والالمانية. ولعارف النكدي ومحمد علي الحوماني رسالتان في سيرته (1).
أحمد
حسن الزيات(1302 - 1388 هـ = 1885 - 1968 م)
أحمد بن حسن
الزيات: صاحب (الرسالة). أديب من كبار الكتاب. مصري.
ولد بقرية كفر
دميرة القديم، في طلخا، ودخل الأزهر قبل الثالثة عشرة، وفصل قبل إتمام دراسته.
وعمل في التدريس الاهلي. فعلم العربية في مدرسة
(الفريز) نحو سبع سنوات. وتعلم مدة في مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة. ودرس الأدب
العربي في المدرسة الاميركية بالقاهرة (1922) ثم في دار المعلمين العليا ببغداد
(1929) وأقام ثلاث سنوات صنف فيها كتابه (العراق كما عرفته) واحترق الكتاب قبل
نشره. وعاد إلى القاهرة، فأصدر مجلة (الرسالة) سنة
(1933 - 53) ثم إلى
جانبها (الرواية) وأغلقهما. وانتخب
عضوا في مجمع اللغة
العربية بالقاهرة. وعين في المجلس الاعلى للآداب والفنون. وكان قبل ذلك من أعضاء
المجمع العلمي العربي بدمشق. ونال جائزة الدولة التقديرية (سنة 62) ثم أعاد
الرسالة سنة (63) فلم تكن لها مكانتها الاولى، فاحتجبت وانقطع إلى تحرير (مجلة
الأزهر) سنة 1372 - 74 هـ وتوفي بالقاهرة. وحمل إلى قريته فدفن فيها.
وأول ما علت به
شهرته. كتاب (تاريخ الأدب العربي - ط) ثم كان من كتبه المطبوعة (دفاع عن البلاغة)
و (وحي الرسالة) أربعة أجزاء، و (في أصول الادب) و (في ضوء
الرسالة. وترجم عن
الفرنسية (آلام فرتر - ط) لجوته، و (روفائيل - ط) للامارتين. وكان من أرق الناس
طبعا، ومن أنصع كتاب العربية ديباجة وأسلوبا. وللسيد جمال الدين الالوسي كتاب (أدب
الزيات في العراق - ط) (1).
الاتجاه
الثاني : أفرط في التأثر بالثقافة الغربية، ومن أشهر الأدباء الذين يمثلون
هذاالاتجاه أمين الريحاني، والمازني، ومحمد حسين هيكل، وأحمد أمين، وطه حسين.
أمين الريحاني(1293
- 1359 هـ = 1876 - 1940 م)
أمين بن فارس بن
أنطون بن يوسف بن عبد الاحد البجاني، المعروف بالريحاني: كات ب خطيب، يعد من
المؤرخين. ولد بالفريكة (من قرى لبنان) وتعلم في مدرسة ابتدائية، ورحل إلى أميركا،
وهو في
الحادية عشرة، مع
عم له.ثم لحق بهما أبوه فارس. فاشتغلوا بالتجارة في نيويورك، وأولع أمين بالتمثيل،
فلحق بفرقة جال معها في عدة ولايات. ودخل في كلية الحقوق، ولم يستمر.
وعاد إلى لبنان سنة
1898 م، فدرس شيئا من قواعد العربية وحفظ كثيرا من لزوميات المعري.
وتردد بين بلاد
الشام وأميركا ثماني مرات في خمسين عاما (1888 - 1938 م) وزار نجدا والحجاز واليمن
والعراق ومصر وفلسطين والمغرب والاندلس ولندن وباريز، وكتب وخطب بالعربية والانكليزية،
واختاره معهد الدراسات العربية في المغرب الاسباني رئيس شرف، كما انتخبه المجمع
العلمي العربي عضوا مراسلا (سنة 1921 م) ومات في قريته التي ولد بها.
وكان يقال له
فيلسوف الفريكة. ونسبة جده عبد الاحد البجاني إلى قرية بجة (في بلاد جبيل، بلبنان)
والريحاني نسبة إلى الريحان (النبات المعروف) من كتبه (الريحانيات - ط) أربعة
أجزاء، مقالاته وخطبه، و (ملوك العرب - ط) جزآن، و (تاريخ نجد الحديث - ط) و (فيصل
الاول - ط) و (قلب العراق - ط) و (المغرب الاقصى
- ط) و (الثورة
الفرنسية - ط) و (النكبات - ط) و (التطرف والاصلاح - ط) و (زنبقة الغور - ط) و
(خارج الحريم - ط) وله بالانكليزية (الرباعيات ل أبي العلاء - ط) و (اللزوميات
للمعري - ط) و (تحدر البلشفية - ط) و (أنشودة المتصوفين - ط) و (مسالك النفس - ط)
و (ابن سعود ونجد - ط) و (حول الشواطئ العربية - ط) و (بلاد اليمن - ط) و (خالد -
ط) قصة. ولروفائيل بطي (أمين الريحاني في العراق - ط) ولجرجي نقولا باز (ذكرى
الريحاني - ط) (1).
محمد
حسن هيكل : (1305 - 1376 هـ = 1888 - 1956 م)
محمد حسين هيكل،
كما عرف،وهو محمد بن حسين بن سالم هيكل:
كاتب صحفي، مؤرخ من أعضاء المجمع اللغوي، ومن
رجال السياسة، بمصر. ولد في قرية كفر غنام (بالدقهلية) وتخرج بمدرسة الحقوق
بالقاهرة (1909) وحصل على (الدكتوراه) في الحقوق من السربون بفرنسة (1912) وافتتح
مكتبا للمحاماة بالمنصورة. وأكثر من الكتابة في جريدة (الجريدة) وترأس تحرير جريدة
السياسة اليومية (1922) ثم الاسبوعية. ودرس القانون المدني في الجامعة المصرية
القديمة. وكان من أركان الحزب الدستوري المناوئ لسعد زغلول وحزبه. وولي وزارة
المعارف مرتين، ثم رئاسة مجلس الشيوخ (1945 - 50) وكان أول ما أصدر مجلة (الفضيلة)
يطبعها على (البالوظة) ويوزعها في قريته. وصنف كتبا، طبع منها (حياة محمد) و (في
منزل الوحي) و (ثورة الادب) و (الصديق أبو بكر) و (الفاروق عمر) جزآن، و (عشرة
أيام في السودان) و (ولدي) و (تراجم شرقية وغربية) و (في أوقات الفراغ) و (جان جاك
روسو) الاول منه، وثلاث قصص، هي (زينب) و (أبيس) و (هكذا خلقت) و (الامبراطورية
الاسلامية) نشر بعد وفاته. وتوفي بالقاهرة، فجمع ما قيل فيه من تأبين ورثاء، في
كتاب (الدكتور محمد حسين هيكل - ط) (1).
أحمد
أمين : (1295 - 1373 هـ = 1878 - 1954 م)
أحمد أمين ابن الشيخ إبراهيم الطباخ: عالم
بالادب، غزير الاطلاع على التاريخ، من كبار الكتاب. اشتهر باسمه (أحمد أمين) وضاعت
نسبته إلى (الطباخ). مولده ووفاته بالقاهرة.
قرأ مدة قصيرة في
الأزهر. وتخرج بمدرسة القضاء الشرعي، ودرس بها إلى سنة 1921 وتولى القضاء ببعض
المحاكم الشرعية. ثم عين مدرسا بكلية الآداب بالجامعة المصرية. وانتخب عميدا لها
(سنة 39) وعين مديرا للادارة الثقافية في جامعة الدول العربية (سنة 47) واستمر إلى
أن توفي. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ومجمع اللغة بالقاهرة والمجمع
العلمي العراقي ببغداد. ومنحته جامعة القاهرة (سنة 48) لقب (دكتور) فخري. وهو من
أكثر كتاب مصر تصنيفا وإفاضة. ومن أعماله إشرافه على (لجنة التأليف والترجمة
والنشر) مدة ثلاثين سنة.
وكان رئيسا
لها.وبلغت مقالاته في المجلات والصحف، ولا سيما وعاش
زمنا في بغداد، ونا عن أخيه السلطان حسين، في البصرة، ثم قتل أخاه، وتولى السلطنة
سنة 784 هـ وقتل جماعة من أمراء الجيش كان يخشى انقلابهم عليه. قال مترجموه: كان
سفاكا للدماء، جمع بين الظلم والعلم، مشاركا دي الادب، مولعا بالموسيقى والتصوير،
له شعر كثير بالعربية والفارسية. ولم يكد ينتظم أمره حتى ظهر في تركستان وبخاري
الطاغية تيمورلنك وهاجم خراسان، فشغل السلطان أحمد بحربه، فلم يقو على صده، فتوجه
إلى حلب في نحو 400 فارس (سنة 795 هـ فاستقدمه الملك الظاهر برقوق إلى القاهرة
وأكرمه، وتزوج أختا له. ثم عاد إلى العراق وحدثت له وقائع كثيرة. وابتعد تيمورلنك
عن بغداد، متوغلا في صحراء القفجاق (بلاد الدشت) فرجع أحمد إلى بغداد واستردها
(سنة 797 هـ وأقام إلى سنة 802 وقصد السلطان بايزيد (أبا يزيد) العثماني، فأعاد
تيمور الكرة على بغداد، واحتلها وفعل فيها الافاعيل، وانصرف، فحضر أحمد ثم انهزم
إلى حلب منفردا (سنة 806) فقبضت عليه حكومتها، مجاملة لتيمور، وأرسلته إلى دمشق.
وجاء الخبر بهلاك تيمور في طريقه إلى الصين لفتحها (سنة 807) فورد الامر من سلطان
مصر باطلاق أحمد، فانكفأ متجها إلى تبريز، فأقبل أهلها عليه واستعاد بغداد، واستقر
فيها نحو خمس سنين. وثار عليه مغولي آخر اسمه الأمير قرا يوسف، فقاتله، فانهزم
السلطان أحمد وأسر وقتل خنقا ببغداد (1).
طه
حسين : (1307 ؟ - 1393 هـ = 1889 - 1973 م)
طه بن حسين بن علي بن سلامة، الدكتور في الادب:
من كبار المحاضرين.
جدد مناهج، وأحدث
ضجة في عالم الأدب العربي. ولد في قرية (الكيلو) بمغاغة من محافظة المنيا (بالصعيد
المصري) وأصيب بالجدري في الثالثة من عمره، فكف بصره. وبدأ حياته في الأزهر (1902
- 08) ثم بالجامعة المصرية القديمة. وهو أول من نال شهداة (الدكتوراه) منها (1914)
بكتاب (ذكرى أبي العلاء - ط) وسافر في بعثة إلى باريس فتخرج بالسوربون (1918) وعاد
إلى مصر، فاتصل بالصحافة. وعين محاضرا في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
ثم كان عميدا لتلك
الكلية فوزيرا للمعارف. وفي هذه البرهة تمكن من جعل التعليم الثانوي والفني مجانا.
وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي المراسلين بدمشق ثم رئيسا لمجمع اللغة بمصر.
وأقبل الناس على
كتبه. ومن المطبوع منها (في الأدب الجاهلي) و (في الشعر الجاهلي) و (حديث
الاربعاء) ثلاثة مجلدات، و (قادة الفكر) و (على هامش السيرة) ثلاثة أجزاء، و (مع
أبي العلاء في سجنه) و (مع المتنبي) جزآن و (أحاديث) و (الايام) وكان قد شغف بالأدب
اليوناني في صباه وترجم بعض آثاره ككتاب (نظام الاثينيين لارسطو - ط) و (آلهة
اليونان - ط) و (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان - ط) وله (فسلفة ابن
خلدون - ط) وهو رسالة الدكتوراه بالفرنسية، إلى السوربون، ترجمها إلى العربية محمد
عبد الله عنان،و(دروس التاريخ القديم - ط)و(مستقبل الثقافة في مصر - ط)جزآن
و(عثمان -ط) و (علي وبنوه - ط) و (رحلة الربيع والصيف) وقد ترجم كثير من كتبه إلى
عدة لغات وعينته جامعة الدول العربية رئيسا للجنتها الثقافية فأدارها مدة. وحاول
البدء في عمل (دائرة معارف) عربية ولم ينجح. آخر أعماله الحكومية سنة 52 وتوفي
بالقاهرة (1).
القصة
المسرحية :
ومن ألوان الأدب التي وجدت عناية كبيرة
من الأدباء الأدب القصصي والمسرحي، وكان في أول أمره مترجما من الآداب الغربية ثم
ما لبث أن اتجه الأدباء إلى التأليف فيه.فاستخدموا من الأحداث الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والفكرية موضوعات قصصهم ومسرحياتهم.
وكان ظهور المسرح وانتشاره وحرص الشحافة
على نشر القصص القصيرة وظهور مجلات متخصصة بهذين الفنين، كان لذلك كله أثر في
العناية بهذين الفنين وقوة تأثيرهما في الحياة والمجتمع.
ومن الأدباء العرب
الذين كتبوا كثيرا من الأعمال المسرحية منهم علي بن أحمد باكثير الكندي وتوفيق
الحكيم ونجيب محفوظ وغير ذلك.
علي بن أحمد باكثير : (1328 - 1389 هـ = 1910 - 1969 م)
علي بن أحمد باكثير: شاعر قصصي حضرمي: ولد في سورابايا
(بأندونيسيا) من أبوين عربيين.
وأرسل إلى حضرموت صغيرا لينشأ في وطن آبائه كما هي عادة
الحضارمة في المهاجر. وتزوج. وفجع بوفاة زوجته حوالي 1931 فهاجر من حضرموت وطاف
بأطراف اليمن والصومال واستقر مدة في الحجاز. وانتقل إلى مصر (1933) فدخل كليه
الآداب (قسم اللغة الانكليزية) ثم معهد التربية للمعلمين وتخرج (1940) وعمل في التدريس
14 عاما وعين في قسم الرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة بمصر. وقام
برحلات مع بعض البعثات إلى فرنسا والاتحاد السوفياتي وسواهما. ونبغ في كتابة
" القصة " ولا سيما المسرحيات الشعرية.
وله من المطبوع منها " همام، أو في عاصمة الاحفاق
" و " قصر الهودج " و " أخناتون ونفرتيتي " ومن مسرحياته
النثرية المطبوعة " الفرعون الموعود " و " عودة الفردوس " و
" سر الحاكم بأمر الله " و " أبو دلامة " و " مسمار جحا
" و " مسرح السياسة "
و " امبراطورية في المزاد " و " وحمدان قرمط
" و " إله إسرائيل " و " دار ابن لقمان " وكتب عدة قصص
طويلة وكتابا سماه " فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية " وكلها مطبوعة
توفي بالقاهرة. ولعمر بن محمد باكثير، كتاب " مع علي أحمد باكثير - خ "
في أخبار عن صاحب الترجمة، بخط مؤلفه وبمنزله في سيون (حضرموت) (1).
توفيق الحكيم :
ولد
توفيق إسماعيل الحكيم عام 1898 لأب مصري من أصل ريفي يشتغل في
سلك القضاء في قرية الدلنجات إحدى قرى مركز
ايتاي البارود
بمحافظة
البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط
الأتراك المتقاعدين لكنَ هناك من يؤرخ تاريخاً آخر لولادته وذلك حسب
ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجي في دراستهمما عن الحكيم حيث
أرَّخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية. كانت والدته سيدة
متفاخرة لأنها من أصل تركي وكانت تقيم العوائق
بين الحكيم وأهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن
أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي ، عندما بلغ
السابعة عشر من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى
من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة
البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية ، ثم انتقل إلى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة
الدراسة الثانوية في مدرسة محمد
علي
الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته. وفي هذه الفترة وقع في غرام جارة له، ولكن لم تكن
النهاية لطيفة عليه. أتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم
يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على
فرقة جورج
أبيض ما يرضي حاسته الفنية للانجذاب إلى المسرح.
في
عام 1919 مع الثورة
المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة. إلا أن والده
استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه. حيث عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على
شهادة الباكالوريا عام 1921. ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج
منها عام 1925، التحق الحكيم بعد ذلك
بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل
محاميا متدربا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ تمكن
والده من الحصول على دعم أحد المسؤولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته
العليا في جامعتها قصد الحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في
إحدى الجامعات المصرية الناشئة فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه
(1925 - 1928)، وفي باريس، كان يزور
متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من
خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ
اطلع على الأدب العالمي واليوناني والفرنسي.
أحس
والداه أن ابنهما لم يغير في باريس الاتجاه الذي سلكه في مصر، فاستدعياه في سنة
1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة
التي أوفد من أجل الحصول عليها. عاد سنة 1928 إلى مصر ليعمل وكيلا للنائب
العام سنة 1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم
الأهلية. وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشاً
للتحقيقات، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون
الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي.
استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى
الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار
الكتب المصرية. وفي نفس السنة انتخب عضواً عاملاً
بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في
المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس
الأعلى للفنون والآداب. عمل بعدها مستشاراً بجريدة
الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز
المصري للهيئة الدولية للمسرح عام 1962.
توفيق
الحكيم كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة
في تاريخ الأدب
العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا
عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال
متعاقبة من الأدباء.كانت مسرحيته المشهورة أهل
الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية
بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح
الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من
المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح وكانت معظم مسرحياته من النوع الذي
كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على
الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من
العمق والوعي.
سمي
تياره المسرحي بالمسرح
الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في
إحدى اللقاءات الصحفية : "إني
اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من
المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني
وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة
تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف
استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا
التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما
وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة
الروح ولكنه أنكر ذلك ودافع عن تياره الفكري العروبي من خلال
روايته عصفور
من الشرق وشدد على أن العروبة التي ينتهجها ويطمح إليها هي عروبة أقوى من السياسة، لا عروبة شعارات.
أرسله
والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في
باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله
الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول
المسرح
اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني
القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة. عندما قرأ
توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة
القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة:
"انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد
أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون".
عاصر
الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب
في هذه الفترة مثل طه
حسين
والعقاد واحمد
امين
وسلامة
موسى. وعمالقة الشعر مثل احمد
شوقي
وحافظ
ابراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد
درويش
وزكريا
أحمد
والقصبجى، وعمالقة المسرح
المصرى مثل جورج
ابيض
ويوسف
وهبى
والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط
الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب
العالمية الثانية وقيام ثورة
يوليو
1939 - 1952. هذه المرحلة التي
وصفها في مقال له بصحيفة اخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود
شكوكو.
نجيب محفوظ :
هو
نجيب محفوظ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد باشا. (11
ديسمبر
1911م - 30
أغسطس
2006م) اسمه المفرد مركب من اسمين تقديراً
-من والده- للطبيب العالمى الراحل نجيب محفوظ الذى أشرف على ولادته. روائي مصري حائز على جائزة
نوبل في الآداب عام 1988م. ولد في القاهرة، وحصل على ليسانس
الآداب قسم الفلسفة من جامعة
القاهرة وتدرج بالوظائف الحكومية حتى عمل مديرا عاما للرقابة على
المصنفات الفنية عام 1959م. تعرض محفوظ للهجوم و
االمنع من قبل بعض الإسلاميين المتطرفين الذين رأوا في كتاباته مساسا بالشخصيات
الدينية، خصوصا بسبب روايته أولاد
حارتنا التي منعت من الطبع في مصر حتى نهاية عام 2006،
حيث يستخدم محفوظ الرموز الشعبية ليقدم شخصيات الانبياء. وتعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة عام 1994. بدأ
نجيب محفوظ بكتابة الرواية التاريخية ثم الرواية الأجتماعية. وتزيد مؤلفاته على 50
مؤلفاً. ترجمت معظم أعماله إلى العديد من اللغات العالمية وحصل على جائزة
الدولة التشجيعية في الروايةعام 1959.
أتم دراسته الإبتدائية والثانوية و
عمره 18 سنة. وقد التحق بالجامعة سنة 1930م ثم حصل على الليسانس
في الفلسفة. يعد نجيب محفوظ من الادباء العباقرة في مجال الرواية وقد وهب حياته
كلها لهذا العمل، كما انه يتميز بالقدرة الكبيرة على التفاعل مع القضايا المحيطة
به، واعادة انتاجها على شكل ادب يربط الناس بما يحصل في المراحل العامة التي
عاشتها مصر. يتميز اسلوب محفوظ بالبساطة، والقرب من الناس كلهم، لذلك اصبح بحق
الروائي العربي الاكثر شعبية . رغم إن نجيب قد انخرط في عدة أعمال إلا أن العمل
الذي التهم حياته هو الكتابة. فقد كتب في مجلة
الرسالة قصصا صغيرة و من أشهر أساتذتة سلامة
موسى بالاضافة إلى ذلك فقد شرع نجيب محفوظ في اعداد رسالة المجاستير
تحت اشراف استاذه الشيخ مصطفى عبد الرازق وكانت في الفلسفة وموضوعها هو ( الجمال
في الفلسفة الإسلامية ) بيد أن الأدب كان قد جرفه في طريقه .. وشعر محفوظ بالتمزق
والتشتت بين الفلسفة التي يدرسها والأدب الذي يهواه وملك عليه لبه ؛ ثم انقذه من
هذه الحيرة اتخاذه قرارا نهائيا بالاعتذار عن اكمال الرسالة ليتفرغ للأدب .. وهذا
ما حدث بالفعل..وقد ساعده استاذه سلامة موسى على نشر أولى رواياته وهي " عبث
الأقدار " ..أما أول مجموعة قصصية نشرت له فكانت " همس الجنون "
حيث انتقى بعضا من قصصه القصيرة .. ونشرت في هذه المجموعة .. وبعض هذه القصص التي
كتبها في تلك الفترة ( فترة الثلاثينيات والأربعينيات ) اعدها للنشر في عام 2005
الأديب محمد جبريل في مجموعة تحت عنوان " فتوة العطوف " .
توفي في الثامنة وخمس دقائق من صباح
الأربعاء 30
أغسطس
2006 م في مستشفى الشرطة بحي
العجوزة وسط القاهرة وذكر مصدر طبي أن
محفوظ توفي في وحدة العناية المركزة جراء قرحة نازفة بعدما أصيب بهبوط مفاجئ في
ضغط الدم وفشل كلوي. وكان الروائي الشهير قد أدخل في يوليو 2005 المستشفى ذاته
إثر سقوطه في الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية. وظل نجيب محفوظ
حتى أيامه الأخيرة حريصا على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق
القاهرة، حيث كانوا يقرؤون له عناوين الأخبار ويستمعون إلى تعليقاته على الأحداث.
من أهم رواياته : عبث
الأقدار (1939), رادوبيس (1943), كفاح
طيبة (1944): اثنى عليها الناقد
بالرسالة انذاك سيد
قطب
وكان يعتبر يومها احد اساتذة مدرسة الديوان مع العقاد ، قال سيد قطب في هذه
الرواية((احاول ان اتحفظ في الثناء على هذه القصة فتغلبنى حماسة قاهرة لها، وفرح
جارف بها! هذا هو الحق، أطالع به القارئ من أول سطر، لأستعين بكشفه على رد جماح
هذه الحماسة، والعودة إلى هدوء الناقد واتزانه، خان
الخليلي (1945), القاهرة
الجديدة (1946)(حولت لفيلم باسم القاهرة
30 من بطولة حمدي أحمد و سعاد حسني و عبد المنعم ابراهيم), زقاق
المدق (1947م)(تم تحويلها إلى فيلم
لشادية وصلاح
قابيل), السراب(1949)(عملت فيلم بطولة ماجدة ونور
الشريف
ورشدي
أباظة), بداية
ونهاية (1951)( تم تحويلها إلى فلم
بطولة عمر
الشريف
وفريد
شوقي), ثلاثية
القاهرة: ( عملت دراما من بطولة محمود
مرسي), بين
القصرين (1956م)(فيلم لحسن
الامامبطولة يحي
شاهين
وأمال
زايد
وعبد
المعم ابراهيم
وصلاح
قابيل), قصر
الشوق (1957م) (فيلم لحسن
الامامبطولة يحي
شاهين
وأمال
زايد
وعبد
المعم ابراهيم
وصلاح
قابيل), السكرية (1957م) (فيلم لحسن
الامام بطولة يحي
شاهين
وأمال
زايد
وعبد
المعم ابراهيم
وصلاح
قابيل), اولاد
حارتنا (1959) ( طلب محفوظ موافقة
خطية من الازهر لنشرها), اللص
والكلاب (1961م) (عمل فيلم بطولة شكري
سرحان
وشادية)، السمان
و الخريف (1962) ( عملت فيلم بطولة محمود
مرسي
ونادية
لطفي)، الطريق (1964) (تم تحويلها إلى فيلم بطولة شادية, رشدي
أباظة
وسعاد
حسني)، الشحاذ (1965)، ثرثرة
فوق النيل (1966) ( تدور احداثها كلها
فوق السفينة عملت فيلم بطولة عماد
حمدي, عادل
أدهم
وماجدة
الخطيب)، ميرامار (1967) (تم تحويلها إلى فيلم بطولة شادية ويوسف
شعبان
وعماد
حمدي)، المرايا (1971)، الحب
تحت المطر (1973)، الكرنك (1974)(تم تحويلها إلى فيلم بطولة سعاد
حسني
ونور
الشريف)، حكايات
حارتنا (1975)، قلب
الليل
(1975)، حضرة
المحترم (1975)(مسلسل من بطولة أشرف
عبد الباقي)، ملحمة
الحرافيش (1977) ( عملت دراما لنور
الشريف
والهام
شاهين
وهشام
سليم)، عصر
الحب (1980)، أفراح
القبة (1981)، ليالي
ألف ليلة وليلة (1982)، الباقي
من الزمن ساعة (1982)، أمام
العرش (1983)، رحلة
ابن فطوطة (1983)، التنظيم
السري (1984)، العائش
في الحقيقة (1985)، يوم
مقتل الزعيم (1985)، حديث
الصباح والمساء (1987) تم تحويلها إلى مسلسل
تلفزيوني بطولة ليلى علوي، صباح
الورد (1987)، قشتمر (1988)(حولت لمسلسل)
عزيز
أباظة :
عزيز
أباظة (1898 - 1973م)، هو شاعر مصري من أصول شركسية يعد رائد الحركة
المسرحية الشعرية بعد أحمد
شوقي. بالأضافة إلى كونه المدير السابق لعدة أقاليم مصرية منها
القليوبية
ولد في منيا
القمح في محافظة
الشرقية عام 1898 وتلقى تعليمه الإبتدائي في المدرسة الناصرية
الإبتدائية، وأكمل دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية ثم المدرسة التوفيقية
بشبرا ثم المدرسة السعيدية. درس القانون وتخرج من كلية الحقوق بالقاهرة عام 1923. تمرن على المحاماة في مكتب وهيب دوس بك
المحامي لمدة عامين، ثم التحق بالحكومة وشغل عدة مناصب فيها فعمل مساعداً للنيابة
فوكيلاً للنيابة في مديرية الغربية. وفاز بعضوية مجلس النواب عام 1929، عاد بعدها ليتولى عدة مناصب إدارية
منها وكيلاً لمديرية البحيرة عام 1935، ومديراً للقليوبية عام 1938 ثم مديراً للفيوم ثم مديراً للبحــيرة،
ثم عين محافظاً لبورسعيد وحاكماً عسكرياً عام 1942، ومنها مديراً لأسيوط.
نال رتبة باشا أثناء خدمته في أسيوط،
ثم عين عضواً في مجلس الشيوخ عام 1947. اختير عضواً بمجمع اللغة العربية في
القاهرة سنة 1959 ورئيساً للجنةالشعر بالمجـلس الأعلى
لرعاية الفنون والآداب كما عين عضواً بالمجمع العلمي العراقي. حصل على جائزة
الدولة التقديرية في الآداب عام 1965.
اتسم أسلوبه بالجزالة والقوة
والفخامة، له ديوان شعر بعنوان "أنات حائرة" نشره عام 1943 وألف تسع
مسـرحيات شـعرية هي:
قيس
ولبنى - نشر عام 1943.
العباسة
- نشر عام 1947.
الناصر-
نشر عام 1949.
شجرة
الدر - نشر عام 1950.
غروب
الأندلس - نشر عام 1952.
شهريار
- نشر عام 1955.
أوراق
الخريف - نشر عام 1957.
قيصر
- نشر عام 1963.
زهرة
- نشر عام 1968.
عزيز
أباظة :
عزيز
أباظة (1898 - 1973م)، هو شاعر مصري من أصول شركسية يعد رائد الحركة
المسرحية الشعرية بعد أحمد
شوقي. بالأضافة إلى كونه المدير السابق لعدة أقاليم مصرية منها
القليوبية
ولد في منيا
القمح في محافظة
الشرقية عام 1898 وتلقى تعليمه الإبتدائي في المدرسة الناصرية
الإبتدائية، وأكمل دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية ثم المدرسة التوفيقية
بشبرا ثم المدرسة السعيدية. درس القانون وتخرج من كلية الحقوق بالقاهرة عام 1923. تمرن على المحاماة في مكتب وهيب دوس بك
المحامي لمدة عامين، ثم التحق بالحكومة وشغل عدة مناصب فيها فعمل مساعداً للنيابة
فوكيلاً للنيابة في مديرية الغربية. وفاز بعضوية مجلس النواب عام 1929، عاد بعدها ليتولى عدة مناصب إدارية
منها وكيلاً لمديرية البحيرة عام 1935، ومديراً للقليوبية عام 1938 ثم مديراً للفيوم ثم مديراً للبحــيرة،
ثم عين محافظاً لبورسعيد وحاكماً عسكرياً عام 1942، ومنها مديراً لأسيوط.
نال رتبة باشا أثناء خدمته في أسيوط،
ثم عين عضواً في مجلس الشيوخ عام 1947. اختير عضواً بمجمع اللغة العربية في
القاهرة سنة 1959 ورئيساً للجنةالشعر بالمجـلس الأعلى
لرعاية الفنون والآداب كما عين عضواً بالمجمع العلمي العراقي. حصل على جائزة
الدولة التقديرية في الآداب عام 1965.
اتسم أسلوبه بالجزالة والقوة
والفخامة، له ديوان شعر بعنوان "أنات حائرة" نشره عام 1943 وألف تسع
مسـرحيات شـعرية هي:
قيس
ولبنى - نشر عام 1943.
العباسة
- نشر عام 1947.
الناصر-
نشر عام 1949.
شجرة
الدر - نشر عام 1950.
غروب
الأندلس - نشر عام 1952.
شهريار
- نشر عام 1955.
أوراق
الخريف - نشر عام 1957.
قيصر
- نشر عام 1963.
زهرة
- نشر عام 1968.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar